لعل أهم مخرجات القمة العربية، على تواضعها، هو تبريد الموقف الخليجي من سورية، لتصبح الأولوية الحل السياسي بين جميع الفرقاء، مما يتضمن اقراراً رسمياً ببضرورة التعامل مع الدولة العربية السورية ورئيسها الشرعي، خصوصاً في سياق محاربة الإرهاب والمجموعات الإرهابية في العموم، وفي السياق السوري.
وتزيد أهمية هذا التطور في ضوء: 1) اتخاذ القمة قراراً بدعم الجيش العراقي في مواجهة الإرهاب، و2) محاولة إقامة جبهة رسمية عربية، تحت السقف التسووي الرث ومبادرة السلام العربية السخيفة، لمواجهة طغيان اليمين الصهيوني فيما يسمى “العملية السلمية”. فهذا يعزز ضرورة إيجاد جسور مع سورية، وحلفائها، بالرغم من التناقض المعلن معهم. ولا يجوز أن نغالي في التفاؤل هنا، إذ ربما يكون ذلك كله بانتظار صدور إشارات واضحة حول سياسة ترامب في الملف السوري.
للأسف، ما يوحي بأنه قد يكون ضوءاً في نهاية النفق السوري لا نستطيع تعميمه على الوضع في اليمن أو ليبيا، حيث تم التركيز على “دعم الشرعية” في اليمن، وعلى “اتفاق الصخيرات” في ليبيا، مما يمثل انحيازاً واضحاً لطرف ضد آخر، ولا توجد إشارات، في القمة العربية على الأقل، باحتمالية حدوث انفراجة قريبة في الملفين اليمني والليبي..
للمشاركة على فيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1669120929771802&id=100000217333066&pnref=story